القمة العالمية للحكومات:تطويع التكنلوجيا لخدمة الانسان

اكدت القمة العالمية للحكومات المنعقدة حاليا في مدينة دبي – الامارات العربية المتحدة- الدور المحوري للتكنلوجيا والتطبيق العملي لها في الحياة اليومية للانسان في مجال المياه واستخداماتها و في الاقتصاد والتنافس الاختراعي و في حركة المجتمع افرادا و جماعة، لتصبح مجلبة للسعادة و الرفاه و التقدم

. و قدمت حكومة الامارات العربية المتحدة تطبيقا عمليا لكيفية استخدام التكنلوجيا ليس في تحلية المياه و اعادة تدويرها بل و في ايقاف الهدر للمياه من اكثر من 40% الي اقل من 7%

و اشار سعيد الطاير الرئيس التنفيذي لهيئة كهربا و مياه دبي في محاضرة امام القمة صباح الاثنين بان تحدي المياه الصالحة للشرب يمثل في راهن اليوم واحدا من خمسة اخطار لسلامة العالم و ان الامن المائي و نقص المياه يواجه مليارين من البشر وان 40% من سكان العالم يواجهون نقصا في المياه الصالحة للشرب مع ثبات الموارد المتجددة و ازدياة الكثافة السكانية في العالم.

و  قال انه من هذا المنطلق تاتي اهمية التجربة الاماراتية في استخدام انجع التقنيات ليس لانتاج المياه و اعادة تغذية الاحواض الجوفية لتصبح مخزونا طبيعيا لمياه الشرب و لكن ايضا بالسعي لايقاف و تقليل الاهدار و تعظيم استخدام المتاح منها. يجدر بان القمة العالمية للحكومات تتناول على مدار أيام انعقادها بالأساس تطوير الممارسات الحكومية وتبادل التجارب والخبرات واستشراف التحديات المستقبلية وضمان مستقبل أفضل ليس للمجتمع الاماراتي بل للمجتمعات الإنسانية وفقا لادبيات القمة و المنظمين.

يشارك في هذه القمة 4000 من اعلى القيادات العالمية و متخذو القرار من 140 دولة حول العالم و الخبراء ليتلاقح الحوار بين القادة والمسؤولين والخبراء حول محاور وقضايا البيئة والشباب والتنمية المستدامة والطاقة، والمناخ وآفاق تمكين المرأة والتوازن بين الجنسين، ومستقبل التكنولوجيا وتأثيرها في حكومات المستقبل، والصحة وجودة الحياة، والتعليم وسوق العمل ومهارات المستقبل، والتجارة والتعاون الدولي.

في ذات السياق خاطب الجلسة العامة صباح اليوم الاثنين الدكتور انخيل قوريا الامين العام المنظمة التعاون الاقتصادي و التنمية و الذي اشار الي التضاد القائم بين التقدم التقني و امكانية سلب الوظائف والعمال من الشباب ومقدرة التقدم التكنلوجي في تيسير حياة الناس و اهمية ان يلائم الشباب بين التطلعات وحاجة السوق حيث جرت الاشارة الي ان مستقبل التوظيف الاكبر قد يكون للوظائف التي تحتاج الي الابداع البشري و نبه لاهمية تشجيع ثبات السياسات المالية و الاقتصادية اذا ان في غيابها تنفير و اخافة للاسثمار

بينما اكد مبعوث الحكومة الصينية السيد وانق جيقانق وزير العلوم و التكنلوجيا اهمية التقنية و تحسين الوضع الاقتصادي و المنافسة الحرة في السوق و اشار الى ان بلاده تتجه الان الى الانطلاق نحو تحسين المنتج لتحل مكان الاتجاه السبق و الذي كان يستهدف الاكثار من المنتج الصيني من البضائع و الخدمات يشار الى ان القمة في دورتها السابعة كانت تحولت الي شكل القمة العالمية للحكومات من قمة محلية إلى عالمية في دورتها الرابعة عام 2016 و التي كانت نقطة تحول فارقة في مسيرة القمة ومستوى تأثيرها بل وحتى طبيعة المواضيع والقضايا التي تطرحها.

ويشير المنظمون في دولة الامارات العربية المتحدة الى انه وبالنظر إلى أجندة الدورة الحالية من القمة والشخصيات التي تشارك فيها يتضح جليا المنحى التصاعدي الذي اتخذه تأثير القمة عاما بعد عام حتى غدت واحدة من أبرز المنتديات الدولية التي تصنع الفارق في استشراف المستقبل وطرح المبادرات الاستباقية لمواجهة التحديات المعاصرة في كافة المجالات

ويترقب صناع القرار حول العالم سنويا التوصيات والتقارير الصادرة عن القمة التي نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في تحويلها إلى منصة دولية لتبادل المعرفة وترويج مفاهيم الشفافية على المستويين الإقليمي والدولي، وإطلاق مؤشرات تنموية عالمية تساهم في بناء شراكات مع أهم المنظمات الدولية.

ومنذ انطلاق دورتها الأولى في عام 2013 تحت مسمى “القمة الحكومية” تركت القمة صدى وطنيا وإقليميا مميزا عبر حوار وطني مفتوح بين قيادة الصف الأول ومختلف قيادات العمل الحكومي جرى خلاله التركيز على قطاعات حيوية في الإدارة الحكومية والابتكار وتعميم المعرفة في المنطقة العربية.

وركزت القمة الثانية في 2014 على مستقبل الخدمات الحكومية وتحقيق السعادة للمتعاملين والاستفادة من التجارب المتميزة في القطاع الخاص، وشهدت افتتاح متحف الخدمات الحكومية المستقبلية وهو عبارة عن معرض تفاعلي للتصاميم المستقبلية، يستكشف مستقبل خدمات السفر والرعاية الصحية والتعليم، ويحتضن أكثر من 80 مصمما وتقنيا ومخططا مستقبليا عالميا من قرابة 20 دولة، بهدف وضع تصور لكيفية تطوير هذه الخدمات في الأعوام المقبلة. وبمشاركة نحو 4000 مشارك من 93 دولة انتقلت القمة في العام 2015 من ريادة الخدمات الحكومية إلى استشراف المستقبل لتصبح أكبر تجمع حكومي سنوي في العالم.

وناقشت القمة مواضيع تشكيل الحكومات في المستقبل وتعزيز أداء تقديم الخدمات وأطر تعزيز التعاون والتنسيق بين الحكومات، والترويج لتبادل المعرفة والخبرات حول أفضل الممارسات العالمية المبتكرة في القطاع العام، كما شهدت إطلاق جائزتين عالميتين ومتحفا للجيل القادم من حكومات المستقبل، ومنصة هي الأكبر من نوعها للابتكار في القطاع الحكومي.

وشهدت القمة تحولا هاما في دورتها الرابعة في عام 2016 لتصبح “القمة العالمية للحكومات” وترسخ مكانتها باعتبارها أكبر تجمع عالمي متخصص في استشراف حكومات المستقبل، حيث شارك في تلك الدورة أكثر من 120 دولة و 4500 مشارك منهم 2000 شخصية حكومية رفيعة المستوى من خارج الدولة إضافة إلى 4 منظمات عالمية هي الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمنتدى الاقتصادي العالمي

. وأطلقت القمة في دورتها الرابعة بعض المؤشرات التنموية العالمية تجسيدا لدورها في استشراف المستقبل بالتعاون مع مؤسسات علمية محايدة ومعتمدة عالميا حيث تحولت القمة في دورتها الرابعة إلى مركز بحثي معرفي حكومي يصدر الدراسات والأبحاث والتقارير على مدار العام.

وتمثل التغيير في ملامح القمة بضيف الشرف السنوي الذي تستقبله القمة العالمية للحكومات لعرض تجربته الثرية بشكل أوسع، كما أطلقت القمة جائزة سنوية جديدة بعنوان ” جائزة أفضل وزير على مستوى العالم” لتكريم أفضل وزير قام بقيادة مشروع حكومي نوعي جديد وناجح واستثنت من المشاركة وزراء دولة الإمارات حفاظا على حيادية الجائزة.

وشكل حوار حول استئناف الحضارة الذي أجراه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي نقطة انطلاق جديدة للقمة في دورتها الخامسة عام 2017 وحجم تأثيرها في مجال القراءة الواقعية للواقع المعاش وحجم التحديات التي تعترض مسيرة الدول العربية في النهوض بحضارتها وتنميتها، وأبرز الفرص التي تمكنها من ذلك

وفي النسخة الخامسة أيضا أعلنت الإمارات عن مشروع “المريخ 2117 ” وضمت القمة العديد من المسارات التي تناولت أبرز القضايا التي تواجه الحكومات والدول عبر العالم كتحدي التكنولوجيا، وسيكولوجية التطرف، والمفهوم الجديد للتعليم، ومستقبل السعادة، وشكل حكومات المستقبل، وطاقة المستقبل ومسار مستقبل الرعاية الصحية

. وتميزت القمة في دورتها السادسة عام 2018 بكثافة التمثيل العالمي حيث شهدت مشاركة 140 دولة و16 منظمة دولية، و4 آلاف مشارك بينهم أكثر من 26 رئيس دولة ووزراء ورؤساء منظمات. وتضمنت القمة 120 جلسة رئيسية ركزت على الجيل القادم من الحكومات وكيفية الاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا في إيجاد حلول فعالة للتحديات العالمية التي تواجه البشرية، كما شهدت إقامة منتدى عالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي، ومنتدى استيطان الفضاء، وإطلاق أول تقرير للسعادة في العالم.