العلاقات مع ليبيا.. الحذر واجب!

الاخبار العالمية
512
0

يحتاج السودان الي هدوء كبير في التعامل مع تطورات الأوضاع في ليبيا، قدر الخرطوم  أن تتحمل بصبر ما يترتب علي تناقضات وتعقيدات المشهد الليبي، حادثة الطائرة العسكرية التي حطت في الكفرة محملة بالأسلحة للقوات السودانية الليبية المشتركة تشير بوضوح إلي أن السودان سيعاني كثيراً من تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا.

هنالك قوات متفق عليها بين وزارتي الدفاع في البلدين نشرت علي الحدود السودانية الليبية منذ أبريل المنصرم قوانها (3) كتائب، (30%) منها سودانية، هذه القوات تقوم بجهد مقدر في تلكم المنطقة ومن الطبيعي أنها تحتاج إلي تشوين وإمداد مستمر، الطائرة مثار الجدل تحركت إلي مطار الكفرة بناءً علي طلب من الجانب الليبي في القوات المشتركة، حتي هنا والأمر يمضي علي طبيعته وحسن النوايا موجود ومحروس بالنوايا المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار علي حدود البلدين.
ومع أن الحكومة الليبية نشرت بياناً اتهمت فيه الخرطوم بدعم فصائل عسكرية، وقالت إن السودان يخرق سيادة البلاد ويتدخل في شؤونها وطالبت بسحب الملحق العسكري السوداني، إلا أن رئيس المجلس العسكري بمدينة الكفرة العقيد سليمان حامد قال إن الطائرة السودانية كانت تحمل شحنة عبارة عن إمدادات عسكرية لوجستية للقوة المشتركة.
العقيد سليمان قال إن تفريغ الشحنة كان (أمام مرأي بعض الضابط العسكرييين ومشايخ وأعيان وأمراء الكتائب بمدينة الكفرة) ومثل هذا الحديث بقدر ما أنه يفند الاتهام تماماً، إلا أنه يؤكد كذلك أن السودان بات مستهدفاً بشائعات مساندة ومساعدة أحد الأطراف العسكرية في ليبيا، وهو الاتهام الذي غالباً ما تديره مجموعة حفتر ذات التحالف المعلن مع دول تحارب الإسلام السياسي وتسعي لاستئصال شأفة التيارات الإسلامية في ليبيا وتري إن السودان يمكن أن يكون مصدراً لهذه الجماعات.
الجهات المتحاربة في ليبيا الآن تتبادل الاتهامات بالحصول علي الدعم الأجنبي، الدولة ذاتها أصبحت ملعباً لكثير من تكتيكات المخابرات الدولية، المليشيات المتصارعة في ليبيا بعضها يتلقي دعماً من دول بالمنطقة، لكن السودان ليس ضمن هذه الدول، فهو ينظر إلي الأوضاع هناك باعتدال تقتضيه مصالحه الإستراتيجية.
قد تكون الخرطوم مؤهلة للتدخل بين الأطراف هناك في وقت ما، لذا فمن المهم أن تسعي بقدر الإمكان لتجنب التصنيف ضمن أي من المحاور المتحاربة هناك.
ما زالت الخرطوم تحتفظ بنفس هادئ في التعامل مع تطورات الأوضاع في ليبيا.. اعتدال الموقف ووضوحه سينعكس إيجابياً علي التعاطي مع تعقيدات الأوضاع هناك، من المهم أن تحافظ الحكومة علي هدوئها في التعامل مع ما تنتجه طبيعة الأوضاع المتقلبة في ليبيا وأن تسعي عبر الأطر الدبلوماسية لتوضيح موقفها مما يحدث الآن علي الأراضي الليبية، وأن تتعاون مع الأطراف الإقليمية لإدارة حوار داخلي شفاف ينزع فتيل الأزمة وأن تسعي للتأكيد علي موقف دول الجوار الرافض للتدخلات الخارجية في ليبيا