العرب:البشير ينطلق في خططه الإصلاحية لإخراج السودان من أزماته

بدأ الرئيس السوداني عمر البشير، في تنفيذ خططه وبرامجه الإصلاحية في هيكلة الدولة السودانية بشكل متسارع .
وأصدر البشير قرارات عديدة، تلت حل الحكومة الخميس الماضي، بدأت من تعيين حكومة مصغرة جديدة، وتلى ذلك تغيير في قيادة الشرطة، وتعيين محافظ جديد للبنك المركزي الأحد، وقررات أخرى.
والخميس أصدر البشير قرارات بتعين بكري حسن صالح نائبا أول للرئيس، ومحمد عثمان كبر نائبا للرئيس، ومعتز موسى رئيسا للوزراء.
وتبع ذلك السبت، إصدار مراسيم دستورية بتعيين 20 وزيراً اتحاديا، و27 وزير دولة (بدون حقيبة).
وأدّى وزراء حكومة الوفاق الوطني، السبت، اليمين الدستورية أمام الرئيس عمر البشير.
وهي الوزارة الثانية التي جاءت نتيجة للحوار الوطني الذي ابتدره الرئيس السوداني في 2014، وقاطعته غالبية فصائل المعارضة والحركات المسلحة.
وتقلص بذلك عدد الوزراء في الحكومة الجديدة إلى 48 وزيرا اتحاديا وولائياً. في انتظار تعيين وزير للثروة الحيوانية والسمكية.
وبلغ عدد الوزراء المخفضين 30 وزيرا في إطار إصلاح الهيكلة وتقليل الإنخفاض الحكومي، 10 منهم اتحادياً، و20 وزيراً ولائياً. وتجاوزت نسبة التخفيض 38% عن الحكومة السابقة.

برنامج الـ400 يوم

400 يوم هو عمر الحكومة الجديدة لإحداث تغيير اقتصادي يخرج السودان من أزماته، وذلك ما أعلنه رئيس الوزراء، ووزير المالية معتز موسى.
وتحديد 400 يوم من قبل رئيس الوزراء، مرتبط باقتراب نهاية فترة حكم البشير للدورة الحالية التي تستمر حتى 2020.
وعلى ضوء ذلك وجه وزراء حكومته التي التأمت لأول مرة، الأحد، بضرورة تقديم ثلاثة مشروعات في مجالات إصلاح الاقتصاد وتحسين معاش الناس والحكم الرشيد وسيادة حكم القانون، ومكافحة الفساد إلى جانب إصلاح الخدمة المدنية خلال 24 ساعة.
وأوضح، المتحدث باسم مجلس الوزراء، عمر محمد صالح، أن ” الوزراء أكدوا على تركيز الجهد على إقرار السلام وإيقاف التدهور في سعر العملة المحلية ووقف التدهور في الخدمات الأساسية، ووافقوا على تنفيذ البرامج خلال 400 يوم من عمر هذه الحكومة”.
ووجدت خطوة تقليل الإنفاق الحكومي وإعادة الهيكلة، تأييدا من الأحزاب المشاركة في الحوار، على اعتبار أن العدد الكبير لوزراء الدولة (وزراء دون حقائب)، يشكل ترهلا حكوميا ويرهق ميزانية الدولة.
لذلك جاءت خطوة تقليل عدد وزراء الدولة إلى 27 وزيرا، ما يعادل 42.5 في المائة من مجموعة حكومة الوفاق السابقة، والمكونة في مايو 2017 والبالغ عدد وزراء الدولة فيها 47.

حكومة جديدة لحل القضايا الاقتصادية

وشمل المرسوم الدستوري تعيين وزيرين في عدد من الوزارات حيث حظي مجلس الوزراء بوزيري دولة، أم سلمة محمد إسماعيل، وحاتم حسن بخيت، من وزير دولة برئاسة الجمهورية.
كما تضمنت المراسيم تعيين وزيري دولة في 7 وزارات ” المالية والاقتصاد، الحكم الاتحادي، النفط والغاز والمعادن، النقل والتنمية العمرانية، الثقافة والسياحة والآثار، الضمان والتنمية الاجتماعية، العمل والإصلاح الإداري والتنمية البشرية”.
فيما عين وزير دولة واحد في 11 وزارة “الداخلية، الخارجية، العدل، الصحة، الإعلام والاتصالات وتقانة المعلومات، الزراعة والغابات، ، الثروة الحيوانية والسمكية، التربية والتعليم العام، الصناعة والتجارة ، لري والموارد المائية والكهرباء التعليم العالي والبحث العلمي”.

تغييرات في الشرطة

بذات الشكل المفاجىء الذي جاء به إعفاء والي الخرطوم السابق، عبد الرحيم محمد حسين، الخميس الماضي، جاء تعيين مدير الشرطة، الفريق أول هاشم عثمان والياً للخرطوم.
وعقب مرور 24 ساعة فقط، أصدر الرئيس السوداني، الجمعة ، قراراً بترقية الفريق الطيب بابكر إلى رتبة فريق أول وتعيينه مديرا عاما لقوات الشرطة.
والسبت، أصدر البشير قرارا أخر بترقية اللواء بابكر أحمد الحسيني إلى رتبة الفريق، وتعيينه نائبا للمدير العام لقوات الشرطة، ليحل بدلا عن الفريق عمر محمد علي.
وتلا ذلك صدور قرار بإحالة 8 من قيادات الشرطة إلى التقاعد، وجميعهم يحملون رتبة فريق.
وطال التجديد أيضا البنك المركزي السوداني، بتعيين محمد خير الزبير محافظا للبنك المركزي.
وهو المنصب الذي ظل خالياً لثلاثة أشهر، بعد وفاة المحافظ السابق حازم عبد القادر في يوليو الماضي.
والزبير ليس بجديد على المنصب فهو عمل محافظا للبنك في الفترة (2011-2013) كما عمل وزير دولة بالمالية، وهو مايجعله قادر على المساهمة في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية بحكم معرفته بحجم الأزمة المالية والنقدية التي تواجهها البلاد، بحسب الخبراء.