الصين تدعم اقتصادها المتباطئ بالإفراج عن سيولة

يعتزم البنك المركزي الصيني خفض حجم الأموال السائلة التي يجب على البنوك أن تحتفظ بها كاحتياطيات، للمرة الثالثة هذا العام، في خطوة من شأنها أن تفرج عن سيولة بقيمة 900 مليار يوان “126.35 مليار دولار” لدعم الاقتصاد المتباطئ.

بحسب “رويترز”، توقع محللون أن تعلن الصين قريبا عن مزيد من الإجراءات لتيسير السياسات النقدية والمالية بينما يتعرض ثاني أكبر اقتصاد في العالم لضغوط متنامية من تصعيد في الرسوم الجمركية الأمريكية وركود في الطلب المحلي.

وقال بنك الشعب الصيني “البنك المركزي”، “إنه سيخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي بمقدار 50 نقطة أساس لكل البنوك لتصل إلى 13.0 في المائة، مع خفض إضافي بمقدار مائة نقطة أساس للبنوك التجارية المؤهلة في المدن.

وخفض البنك المركزي نسبة الاحتياطي الإلزامي سبع مرات منذ أوائل 2018. وجاء حجم أحدث خفض عند الحد الأعلى لتوقعات السوق وحجم الأموال التي سيُفرَج عنها سيكون الأكبر حتى الآن في دورة التيسير الحالية.

وسيؤدي الخفض إلى الإفراج عن سيولة قدرها 800 مليار يوان في 16 من أيلول (سبتمبر).

وسيفرج الخفض الإضافي عن مائة مليار يوان على مرحلتين الأولى في 15 من تشرين الأول (أكتوبر) و15 من تشرين الثاني (نوفمبر).

جاء أحدث تحفيز للإقراض المصرفي في أعقاب اجتماع لمجلس الوزراء الصيني في الرابع من أيلول (سبتمبر) تعهد فيه بتنفيذ تخفيضات واسعة ومستهدفة في نسبة الاحتياطي الإلزامي “في التوقيت المناسب”.

يقول محللون “إن النمو الاقتصادي في الصين من المرجح أنه يواصل التباطؤ في الربع الثالث من العام بعد أن سجل في الربع الثاني أدنى مستوى في نحو 30 عاما عند 6.2 في المائة”.

من جهة أخرى، أكد مسؤول كبير في بنك الشعب الصيني، أن العملة الرقمية الجديدة التي تعتزم الصين طرحها ستحمل بعض أوجه التشابه مع عملة ليبرا التي ستطرحها شركة فيسبوك وسيمكن استخدامها عبر منصات دفع رئيسة مثل وي شات، وعلي باي.

وأوضح مو تشانج تشون نائب مدير إدارة المدفوعات في بنك الشعب الصيني أن تطوير العملة سيساعد على حماية سيادة الصرف الأجنبي في البلاد مع توسع التطبيقات التجارية لتلك العملات.

وأضاف تشون، “لماذا ما زال البنك المركزي يسعى إلى عملة رقمية اليوم بينما طرق الدفع الإلكتروني متطورة جدا؟.. هذا لحماية سيادتنا النقدية والوضع القانوني للعملة.. علينا التخطيط مسبقا” لأي حاجة في المستقبل.

وذكر تشون، أن أدوات رموز خاصة بالعملات ستكون آمنة مثل الأوراق النقدية الصادرة عن البنك المركزي ويمكن استخدامها حتى من دون اتصال بالإنترنت. ويمكن استخدامها أيضا في تطبيق وي شات التابع لشركة تينسنت وتطبيق علي باي المدعوم من “علي بابا”.

وأنشأ البنك المركزي الصيني فريقا بحثيا في عام 2014 لبحث إطلاق عملته الرقمية الخاصة به لخفض تكاليف تداول النقود الورقية التقليدية وتعزيز سيطرة صناع السياسات على المعروض النقدي.

وذكرت مجلة فوربس المالية الأمريكية نقلا عن مصادر أن العملة قد تكون جاهزة للإطلاق في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

ويرى بعض المحللين أن الصين يبدو أنها سرعت الدفع بعملتها الرقمية بعدما أعلنت شركة فيسبوك الأمريكية عملاق وسائل التواصل الاجتماعي خططها في حزيران (يونيو) الماضي لإطلاق عملتها الرقمية ليبرا.

وأشار تشون، إلى أن العملة الرقمية الصينية ستحقق توازنا بين السماح بتدفق مدفوعات مجهولة ومنع غسل الأموال، لافتا إلى أنها ستحمل بعض أوجه التشابه مع عملة ليبرا في التصميم لكنها لن تكون نسخة طبق الأصل منها.

وأثارت عملة فيسبوك الرقمية المقترحة مخاوف بين هيئات تنظيمية عالمية من أنها يمكن أن تصبح سريعا شكلا مهيمنا للدفع الرقمي وقناة لغسل الأموال نظرا إلى التوسع الهائل لشبكة التواصل الاجتماعي عبر الحدود.

وستكون ليبرا عملة رقمية مدعومة باحتياطي من الأصول في العالم الحقيقي، من بينها ودائع مصرفية وأوراق مالية حكومية قصيرة الأجل، التي ستحتفظ بها شبكة من أمناء الحفظ. ويهدف هيكلها إلى تعزيز الثقة وتحقيق الاستقرار في السعر.

وكغيرها من العملات الرقمية الأخرى، سيجري تشغيل وتسجيل معاملات عملة ليبرا بواسطة سلسلة الكتل، وهو دفتر حسابات مشترك للمعاملات تحتفظ به شبكة من أجهزة الكمبيوتر.

وقال تشون، “إن الميزة التي تتمتع بها العملة الرقمية الصادرة عن البنك المركزي على تلك التي أصدرتها “وي شات” و”علي باي” هي أن المنصات التجارية يمكن من الناحية النظرية أن تعلن إفلاسها، ما قد يتسبب في خسائر للمستخدمين”.

كما أن إمكانية استخدامها من دون اتصال بالإنترنت من شأنها أن تسمح للمعاملات بالاستمرار في المواقف التي تتعطل فيها الاتصالات مثل الزلازل.