السودان يؤكد أن الأزمةالليبيةسياسية ولايمكن حلها عسكرياً

الخرطوم  (سونا)

أصدرت وزارة الخارجية اليوم بياناً بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا أكدت فيه أن السودان يجدد قناعته بأن حل الأزمة الليبية ليس عسكريا، مؤكدة أن المشكلة الليبية سياسية وأن الليبيين قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم إذا توقفت التدخلات الأجنبية وفيما يلي تورد (سونا) نص بيان وزارة الخارجية:

وزارة الخارجية

إدارة الإعلام والناطق الرسمي

بيان صحفي

ظلَّ السودان يتابع بحرصٍ واهتمام تطورات الأوضاع في ليبيا، على الصعيدين العسكري والسياسي، والجهود الدولية الرامية للتوصل لحل سلمي للأزمة في ذلك البلد الشقيق، والمجاور للسودان. وظلَّت قناعة السودان أن الأزمة في ليبيا هي أزمة سياسية ولا يمكن حلها عسكرياً، وأن الليبيين قادرون على معالجة خلافاتهم بأنفسهم، إذا توقفت التدخلات الأجنبية.

لقد دعم السودان كل المبادرات الدولية والاقليمية للوصول لتسويةٍ سلميةٍ للصراع في ليبيا، وأيَّد ما توافق عليه الأشقاء الليبيون برعايةٍ أمميةٍ لتحقيق ذلك الهدف. ويجدد تأييده لكل مبادرة تسعى لوقف الإقتتال في ليبيا وتجنيب أشقائنا هناك ويلات الحرب والدمار والتدخل الخارجي. ولهذا فإن السودان يرحب بوقف إطلاق النار الذي أعلنه طرفا النزاع في ليبيا ويأمل أن يكون وقفاً مستداماً، لأنه بدون وقفٍ للعمليات القتالية لن يكون هناك معنى للحديث عن الحل السلمي.

وفي هذا السياق كان السودان قد رحَّب بجهود ألمانيا بالتنسيق مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليبيا لعقد مؤتمر دولي جامع حول ليبيا بهدف إقرار وقفٍ دائم لاطلاق النار وتأكيد الإلتزام بحظر السلاح الذي فرضه مجلس الأمن الدولي على ليبيا، بما يساعد على إطلاق عملية سياسية في ليبيا تُفضي إلى توافق وطني يحقق الاستقرار ويجسد تطلعات شعبها.

وقد كانت قناعة السودان، وظلت، أن دول جوار ليبيا لها دور أساسي في المساعدة للتوصل لحل سلمي للأزمة في ليبيا، لأن أمنها واستقرارها من أمن وإستقرار ليبيا. وكان المنطق والعدل والحرص على إنجاح مؤتمر برلين يقتضي مشاركة كل هذه الدول في المؤتمر، غير أن الدعوة للمشاركة في المؤتمر كانت إنتقائية ولم تكن هناك أُسسٌ واضحة للمشاركة فيه، مما أدى إلى تغييب معظم دول جوار ليبيا من المؤتمر.

إن السودان الذي قدم نموذجاً مبهراً في التحول السياسي السلمي وتحقيق توافق وطني تجاوز به مزالق العنف والاصطراع، في أعقاب ثورة ديسمبر المجيدة، يظل قادراً على المساهمة الإبجابية في الجهود الدولية لمساعدة الأشقاء الليبيين للوصول للحل السلمي السياسي المُبتغى، مما يعزز أمن وإستقرار الإقليم، ويدعم جهود السودان نفسه في إستكمال تحقيق السلام والاستقرار داخل ربوعه. وقد كانت للسودان إسهاماته نحو معالجة الأزمة في ليبيا بإستضافة مؤتمر وزراء خارجية دول جوار ليبيا، بمشاركة جميع هذه الدول وبحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليبيا، وممثلي الأطراف الدولية المعنية بالأزمة في ليبيا. كما أن السودان لا يزال يضطلع بدور كبير في جهود السلام في جنوب السودان وأفريقيا الوسطى، وذلك لقناعته أن السلم والأمن والإستقرار في الإقليم كلٌ لا يتجزأ.

وإذ يأمل السودان أن يَخرج مؤتمر برلين اليوم بما يساعد على تقدّْم التسوية السياسية في ليبيا، فإنه يعيد التذكير بأن دول الجوار الليبي والسودان تحديداً هي الأكثر تأثراً بما يجري في ليبيا والأقدر على المساهمة في تحويل ما يخرج به المؤتمر إلى واقعٍ ملموس.