الأخبار

السودان.. إقالة مدراء الجامعات تعالج تشوه البيئة الأكاديمية

  سكاي نيوز –  قال أكاديميون وأساتذة في جامعات سودانية لـ (سكاي نيوز) إن إقالة 64 من رؤساء مجالس إدارات ومدراء جامعات سودانية يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح لمعالجة التشوهات الكبيرة التي لحقت بالبيئة الجامعية نتيجة سيطرة عناصر المؤتمر الوطني (الغطاء السياسي للإخوان) على كافة مفاصل الحياة الجامعية.

خطوة مهمة

ينظر محمد الجاك أستاذ الاقتصاد في جامعة الخرطوم إلى الخطوة من زاوية للآلية التي تمت بها والتي تشير من وجهة نظره إلى طبيعة المرحلة الانتقالية والتي تتطلب إعادة ترتيب أوراق الجامعات وتنفيذ مهام محددة تتضمن تصحيح التشوهات التي لحقت بالبيئة الجامعية.

ويشدد الجاك على ضرورة إعادة الهيبة للجامعات والرجوع إلى التقاليد الأكاديمية الصارمة التي كانت سائدة قبل مجيء نظام الإخوان في عام 1989. ويتوقع الجاك أن تعود مسألة اختيار مدراء الجامعات إلى هيئات مجالس الأساتذة بعد انتهاء المهام الانتقالية.

ويشير الجاك إلى أهمية تحسين البيئة الجامعية وجعلها جاذبة للطلاب لممارسة أنشطتهم الأكاديمية والثقافية والاجتماعية.

حالة تردي

واعتبر محمد المهدي بشرى أستاذ الأدب والفلكلور في الجامعات السودانية الخطوة بمثابة بداية مهمة لإنقاذ الجامعات من حالة التردي الكبير الذي تشهده نتيجة سيطرة المؤتمر الوطني على قرارتها وسياساتها من خلال التعيينات السياسية للمدراء ورؤساء مجالس الإدارات.

ووفقا للمهدي فإن هنالك الكثير من التشوهات التي حدثت في البيئة الجامعية بعد 1989، وتتمثل أهم ملامحها في السلطات الواسعة التي منحت للاتحادات والوحدات المتشددة المنتمية للمؤتمر الوطني، وهو ما أحدث فسادا أكاديميا كبيرا حيث كانت الاتحادات والوحدات الإدارية تتدخل في أهم التقاليد والممارسات الأكاديمية وحتى الامتحانات.

ويقول المهدي إن تلك التشوهات امتدت إلى منح بعض العناصر المتطرفة والنافذين الشهادات العلمية بمختلف مستوياتها دون تطبيق المعايير والأسس الأكاديمية التي ظلت تحترم بصرامة قبل 1989.

ويطالب بشرى بضرورة العودة لنظام إدارة سكن وشؤون الطلاب والطالبات من قبل عمادات وإدارات الجامعات وإنهاء سلطة صندوق الطلاب على السكن الجامعي الذي كان يستخدم كورقة ضغط على الطلاب.

إنهاء الفوضى

يتوقع مبارك بشير نائب مدير جامعة التقانة أن يشكل القرار مرحلة مهمة تنهي الفوضى الأكاديمية والإدارية التي تعيشها معظم الجامعات الحكومية. ويؤكد بشير أن البيئة الجامعية تدهورت كثيرا في أعقاب سيطرة المؤتمر الوطني وتنظيماته على الجامعات الحكومية.

ويعزي بشير التدهور إلى العديد من الأسباب وفي مقدمتها تدخل العناصر الأمنية التابعة للمؤتمر الوطني في الشأن الأكاديمي والإداري إلى درجة تعيين أساتذة دون استيفاء المتطلبات الأساسية للأستاذ الجامعي.

ووفقا لبشير فإن سمعة الجامعات العريقة تعرضت لهزة كبيرة نتيجة تلك الممارسات مما أفقدها المراتب التي كانت عليها في التصنيف العالمي قبل انقلاب الإخوان في1989. ومن الأسباب الأخرى الإهمال المتعمد للبحث العلمي وعدم توفير التمويل وحرية البحث.