الزراعة تقلل هجرة الشباب الإفريقي

قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) جوزيه غرازيانو دا سيلفا في كلمة ختامية له في مؤتمر الشباب الدولي الذي عقد في رواندا هذا الأسبوع إن خلق فرص عمل لائقة للشباب في قطاع الزراعة في إفريقيا يمكن أن يقلل بشكل كبير هجرة الشباب من القارة.

وقال دا سيلفا “نعتقد اعتقادا راسخا أنه إذا توفرت لكم (الشباب) هذه الفرص، فلن تغادروا القارة للبحث عن فرص في أماكن أخرى. لدينا الوسائل الكفيلة بتوفير هذه الفرص لكم هنا حيث يمكنكم رؤية مستقبل بلادكم وقارتكم والمشاركة في بنائه”.

وطلبت الفاو إنشاء مرفق للشباب يساعدهم في مواجهة بعض التحديات التي يواجهونها عند إنشاء وتوسيع الأعمال الزراعية وسيتم تجريب المرفق في رواندا ثم نشره فيما بعد في بقية أفريقيا.

يذكر أن ما يقرب من 65 إلى 75 في المائة من المهاجرين من أفريقيا هم من الشباب، وكثير منهم يهاجرون بحثاً عن فرص عمل. ويتطلب النمو المضطرد للسكان في القارة استحداث عشرات الملايين من الوظائف كل عام، وهنا يمكن للقطاع الزراعي، بما في ذلك النظم الغذائية ذات الصلة وسلاسل القيمة، أن يوفر فرصاً كبيرة لريادة المشاريع للشباب.

ومن بين العديد من التحديات، سلط المشاركون في المؤتمر الضوء على عوامل الإنتاج مثل الأرض كواحدة من أهم المعوقات أمام الشباب الراغبين في بدء أو توسيع المشاريع الزراعية وزاد من تفاقم هذا الأمر عدم القدرة على الوصول إلى التسهيلات الائتمانية للشباب في جميع أنحاء القارة.

وفي بيان من ثماني نقاط، حدد الشباب توصياتهم ذات الأولوية، وهي  وضع سياسات تنبثق عن الشباب، وإضفاء الطابع المؤسسي على مؤتمر الشباب (عقده كل سنتين)، وتنمية القدرات، وتعزيز البيئات التمكينية والمؤسسية، وتزويد المناطق الريفية بالخدمات الحيوية الضرورية للزراعة الحديثة والأعمال التجارية الزراعية ودعم سلسلة القيمة، وتغيير الصورة السلبية للزراعة، ودعم برامج الشباب الوطنية لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات.

وشدد المدير العام للفاو على ضرورة مواصلة العمل عن كثب مع مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة لدعم الشباب .

وقال “لقد بدأنا بالخطوة الأولى وأتمنى أن نكون معاً طوال الرحلة. عندما تكون في عجلة من أمرك، تذهب لوحدك، ولكن إذا كنت تريد الذهاب أبعد من ذلك، فأنت بحاجة للذهاب مع آخرين. نريد أن نذهب إلى أبعد من ذلك ونريد أن نذهب معاً”.

إن حث الشباب على تغيير التصورات السلبية المرتبطة بالزراعة وعلى الفخر بأنهم مزارعون، يتطلب تغيير الصورة وإجراء الحوار حول الزراعة وتحويل التركيز إلى الفرص والأرباح التي يمكن تحقيقها عبر سلسلة الأغذية الزراعية.

ومع ذلك، فإن الحلول المستدامة لمشكلة إيجاد وظائف لائقة للشباب في الزراعة في أفريقيا يجب أن تعالج القضايا المتشابكة للتقليل من الكدح مع تعظم العوائد على الجهود المبذولة. ومن المتوقع أن يقوم قطاع الأعمال الزراعية واللوجستيات في أفريقيا بتحقيق حوالي تريليون دولار بحلول عام 2030، ويجب أن يستفيد رواد المشاريع الزراعية الشباب من جزء من الأرباح الناتجة.

وشاركت في مؤتمر توظيف الشباب في الزراعة الذي نظمه الاتحاد الأفريقي وحكومة رواندا ومنظمة الفاو، وفود من 58 بلداً وأكثر من 30 منظمة دولية وإقليمية وممثلون عن القطاع الخاص (بما في ذلك المؤسسات المالية)، وشركاء التنمية، وممثلون حكوميون، وشباب. وكان المؤتمر بمثابة منصة محورية لتشارك المعرفة وتبادل أفضل الممارسات فيما يتعلق بالتداخلات بين الزراعة، وتوظيف الشباب، وريادة الأعمال، وابتكارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وهدف كل ذلك إلى تحفيز الإجراءات الرامية إلى القضاء على الفقر وتعزيز روح ريادة المشاريع في أفريقيا.