الانترنت بين الحجب والعودةتراجع الشائعات ومحاصرةفبركات الرواة

خمسة أسابيع مضت منذ أن تم حجب خدمات الانترنت بالسودان، مع استثناءات جزئية تتعلق بالشركات والمؤسسات الكبرى عبر خدمات الانترنت الأرضي،  فيما حجبت الخدمة بالكامل عن الهواتف السيارة، ورغم تعرض القرار الذي أقدمت عليه السلطات السودانية لموجة انتقادات عاتية ومتكررة إلا أن تلك السلطات تمسكت بموقفها الذي عزته إلى أسباب تتعلق بالأمن القومي، خاصة مع حالة التشنج العالية بالشارع السوداني عقب عملية فض الاعتصام التي تمت في التاسع والعشرين من رمضان.

 ويقول الدكتور عبد العزيز الشريف أستاذ الإعلام بالجامعات السودانية إن لجوء الحكومات في ظروف معينة لإجراءات الحجب تقليد معروف مع تعدد أسبابه. وأشار الشريف في هذا الخصوص إلى أن رواندا وفي ظل ظروف أعقبت فترة ما بعد الحرب الأهلية كان أول قرارات الجبهة الوطنية الرواندية إغلاق الإذاعات المحلية الناطقة بلهجات السكان المحليين بسبب تورط تلك الإذاعات في إشاعة التوتر والشائعات مما فاقم من تأزيم الوضع حتى إغلاقها. ويمضي الشريف للتأكيد أن الانترنت ومع جوانبه الإيجابية في دعم الثورة السودانية انحرف مؤخرا وصار من أدوات تهديد وتقويض الأمن الداخلي عبر نشر الأخبار غير المعتمدة إلى مصادر معلومة أو ممارسة فبركات بشكل مستمر ضد بعض المكونات السياسية والقيادات، ويضيف الشريف أن بعض النشطاء ولإثبات دموية الأحداث استجلبوا صورا لأطباء عليهم دماء عمليات إسعاف من مواقع فلسطينية أو رواندية أو من مذابح جرت في دول أخرى ونسبوها كمعروض ضمن ضحايا الاعتصام.

ويتفق الدكتور امانيول بيتر مع زميله عبد العزيز الشريف في حقيقة أن بعض الاستخدامات الضارة للانترنت خاصة على وسائط التواصل الاجتماعي انحسرت مؤخرا عقب قرار الحجب مما أوجد – مع تحفظه على القرار- حالة من الهدوء والسكينة والاستقرار وخفض معدلات خطاب الكراهية الذي شاع مؤخرا وتمدد إلى جانب غياب ظاهرة الفبركات بالصور والمقاطع التي كانت سمة بارزة.

ويستشهد امانيول بصورة القيادي بحزب الأمة المرحوم الدكتور بكري عديل الذي وضمن هجمة لتشويه سمعة القيادات الأهلية تم تقديم وعرض صوره باعتباره قيادي وزعيم أهلي حضر فعاليات أرض المعارض ببري رغم أن عديل انتقل قبل سنوات إلى رحمة مولاه.

أما الدكتور أسامة محمد سعيد الأستاذ بجامعة بحري يعتقد أن قرار حجب الانترنت كان له أبعاد وسمات سالبة لكنه أفرز إيجابيات ظاهرة على جوانب العودة للإعلام الرسمي من صحف وتلفزيون وإذاعات، مشيرا إلى أن إحصائيات أكدت ارتفاع نسب التوزيع بالصحف السودانية مع ارتفاع معدلات نسبة المتابعة والمشاهدة للتلفزيون القومي والوكالات الإخبارية.