اقتصادي: أرامكو سهم استثماري آمن

– وصف الاقتصادي السعودي والمحلل المالي الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية والإدارية، د. علي بوخمسين اكتتاب شركة (أرامكو) الذي سيطرح مطلع الأسبوع القادم، بأنه الحدث الاقتصادي الأكبر في تاريخ الاقتصاد العالمي بقيمة سوقية تقديرية متوقعة تفوق 2 تريليون دولار، مشدداً خلال تصريحه لـ(الرياض) على أنه لا مجال للمقارنة بين أرامكو وأكبر خمس شركات عالمية في مجال النفط، حيث حققت شركة أرامكو أرباحاً خلال العام المنصرم بلغت 111 مليار دولار، مما يعطي أسهمها تفرداً وقوة سوقية كبيرة على المدى البعيد.

سهم آمن:

وطمأن بوخمسين من أنه ليس ثمة ما يثير المخاوف تجاه سهم (أرامكو) بعد الإدراج وأضاف: تم لهذا الغرض اقرار آليتين، الأولى متعلقة بشركة (أرامكو) نفسها، حيث قررت أن تمنح المكتتبين هدية كأسهم مجانية في حال احتفاظهم بالأسهم التي تم شراؤها لمدة ستة أشهر كحد أقصى 100 سهم للمكتتب الواحد عن كل عشرة أسهم يمتلكها، لتشجيع المكتتب على عدم البيع خلال هذه المدة ليصل السوق لحالة توازن سعري مقبول، يكون بعدها المتداول أمام اتخاذ قرار البيع أو البقاء والآلية الثانية أنه تم تكليف مدير استقرار سعري سوف يكون مكلفاً بإدارة عمليات الاستثمار بالسهم لمدة كافية لن تقل عن ستة أشهر، ودوره هو العمل على الحفاظ على سعر السهم بالسوق من خلال شراء ما قد يطرح من كميات للسهم في أول فترة التداول، ليعزز الطلب عليه في حال حدوث موجات بيعية والعكس كذلك بحسب ما يراه ليحافظ على مستوى سعري مقبول للمكتتبين والملاك، معتبراً جل تلك الخطوات ستبعث الطمأنينة والارتياح في نفوس الجميع.

سهم استثماري:

أشار بوخمسين إلى أنه ومن إجراءات وإدارة الطرح في سهم (أرامكو)، سيكون سهما استثماريا بعيد الأجل وليس سهما مضاربا، لافتاً إلى أن إعلان (أرامكو) عن التزامها بتوزيع مبلغ أرباح بقيمة 75 مليار دولارا سنوياً كحد أدنى ولمدة خمس سنوات قادمة هذا فيه تأكيد على جاذبية السهم الاستثمارية وأنه سيحقق عائدا مقبولا وبتوزيعات نقدية لحاملي السهم، معتبراً أن هذا سيكون جذابا وبين أن طرح نحو عشرة مليارات سهم سيجعل منه سهما يتصف بأن حركته ثقيلة إلى حد ما لا سيما في الفترات الأولى للطرح، ما يعني صعوبة احتمال حدوث ارتفاعات قياسية سريعة على حركة السهم في الفترات الأولى للطرح.

خروج عن المألوف:

وصف د. علي عدم تحديد سعر الطّرح بأنه جاء ليكون خارجا عن المألوف، بل إنه يعد نموذجاً جديداً ومبتكراً حتى على الساحة العالمية وعزا ذلك إلى الاهتمام بتحقيق نجاح كبير لعملية الطرح من جانب بقصد تحقيق أكبر نسبة تغطية ممكنة وكذلك تحقيق أعلى سعر سوقي ممكن للسهم إضافة إلى حماية أموال المكتتبين الأفراد ووضع حماية لهم قدر الإمكان من تقلبات السوق القوية، لذلك تم منحهم نسبة مجانية إضافية للحد من البيع ومنع انخفاض سعر السهم، كما أنه يرمي إلى إنجاح الطرح محلياً لتعزيز قوة السوق المالية السعودية وجذب استثمارات بالمليارات لهذه السوق مستقبلاً، الأمر الذي يعزز قوة ومتانة الاقتصاد الوطني وأعرب بوخمسين عن اعتقاده أن منح المؤسسات مهلة زمنية إضافية بعد إغلاق اكتتاب الأفراد هدفه منحهم مزيداً من الوقت لمنحهم مهلة كافية لتغطية كمياتهم.

خطوة مفصلية:

اعتبر بوخمسين أن إدراج شركة (ارامكو) بسوق المال السعودي خطوة مفصلية مهمة جداً في تاريخ هذا السوق (الذي يصنف بأنه ناشئ)، إلا أنه ومع هذا التصنيف سيضم أكبر شركة من حيث القيمة السوقية عالمياً، الأمر الذي من شأنه جذب المستثمرين من كل العالم ،لا سيما أن السوق السعودية تم إدراجها بالفوتسي راتسل و(mci) وبذلك ستستقطب طلبات شراء لاحقا من قبل مستثمرين دوليين بعد إدراجها مما يقوي السوق المالية السعودية، ويجعل منها قناة استثمار مالية جذابة للمستثمر الأجنبي ويعزز مكانتها عالمياً وهذا كله سيخدم قوة سهم الشركة والشركات الأخرى المدرجة بالسوق لا سيما القياديات منها.

إعادة احتساب الأوزان النسبية:

وحول حيال ما يطرح من تساؤلات عن الآثار المحتملة لإدراج أسهم أرامكو على السوق المالية السعودية وما قد تسببه من إرباك محتمل للسوق جراء ثقلها المالي، شدد بوخمسين بأن هيئة سوق المال قد اتخذت إجراءات فنية آمنة متمثلة في إعادة آلية احتساب الأوزان النسبية لمكونات السوق من الشركات المدرجة، بحيث لا يزيد الوزن النسبي للمكون عن 15 ٪؜ من وزن السوق، لافتاً إلى أن هذا الإجراء يرمي إلى الحد من تأثير وزن (أرامكو) على السوق التي قد يصل وزنها إلى ضعفي أكبر شركة قيادية حالياً ممثلة (بشركة الراجحي المصرفية) واكد أنه ومع هذا القرار فسيتم معه تقليص آثار تذبذبات سعر سهم (أرامكو) على السوق وبذلك سيتم حماية السوق من هذا المارد الكبير بشكل جيد، الأمر الذي سيضفي حالة من الاستقرار أكبر على سعر السهم بالسوق وسيحد من تقلباته ومعه لن يمثل سهم (أرامكو) عبئاً على استقرار السوق.